الاثنين، 9 ديسمبر 2013

الخزف

            
جرة خزفية أثرية من العهد الإسلامي عثر عليها في مدينة شوشان بإقليم الأحواز.
يعتبر الخزف الإسلامي أحد أهم الفنون التي عرفها المسلمون في كامل مجالهم الذي سيطروا عليه، وعلى الرغم من أنَّ الخزف كصناعة وكفنّ كان قد نشأ منذ فترة فجر التاريخ إلا أن المسلمين قد ساهموا بشكل كبير في تطوير هذا الفن على عدّة مستويات: على مستوى تقنيات الصنع، و بالأساس على مستوى التزويق والتلوين مستعملين في ذلك مستحضرات كيميائيّة أعتبرت خلال الفترة الوسيطة من إبداعات الحضارة الإسلامية ومن أبرز الاكتشافات التي انفردوا بها في عصرهم ولفترات طويلة أخرى.

صناعة الخزف

رجل تركماني يحلب جاموساً، من خزف العصر الأيوبي.
بحسب كتاب "المدنية الإسلامية" للمؤرّخ أيتنز كانت للنساء العربيَّات أيضاً مشاركة في صناعة الخزف وتجارته.
عند صناعة الخزف الإسلامي، غالباً ما كان ينقش بزخرفة بارزة، أو يزخرف زخرفةً مذهَّبة، أو يطلى بطلاءٍ معدني برَّاق. وقد كان النوع الأخير من ابتكار المسلمين، حيث نشأ في العصر الفاطمي، وأعُدِّت به لوحات فنية تُصوِّر حياة الإنسان والحيوان في ذلك العصر. كما ابتكر في العصر الطولوني فن الخزف المكبوس بالقوالب، الذي كان يُزيَّن بصور الطيور والحيوانات والنباتات والنجوم وقد شهدت زخرفة الخزف وتصوير الأشكال المختلفة عليه ازدهاراً كبيراً في العصر الفاطمي وفي بغداد أيام العباسيّين وقد روى ناصر بن خسرو في كتابه "الرحلة" أنَّ أصحاب البقالات وبائعي العطور والخرداوات كانوا يستخدمون الأوعية الخزفية - إلى جانب الزجاجية والورقية - لبيع أغراضهم

المكتشفات

اكتشفت العديد من الأواني والأباريق الخزفية المصقولة والبرَّاقة بين آثار مدينة الفسطاط القديمة بمصر، وقد زُيِّنت برسومات الناس والحيوانات بألوان مختلفة. وهذه القطع من صناعة عربية، حيث كانت مُسجَّلة عليها أسماء صُنَّاعها، على شاكلة الغيبي والمصري والشامي والهرمزي وغزال وأبي العز. كما وقد اكتشفت في الفسطاط أفران تصنيع الخزف نفسها وفي دار الآثار العربية بالقاهرة الكثير من الآثار الخزفية المتبقيَّة، منها - على سبيل المثال - قطعة خزف رسم عليه سيفان وفوقهما هلال.
كما وقد اكتشفت في قصر الحير الشرقي بصحراء بادية الشام قطع أثرية من الخزف الإسلامي، تشمل شظايا جرارٍ وصحون خزفية تعود إلى عصورٍ من عهد الدولة الأموية وحتى أيام المماليك، منها ما تم تأريخه بالقرنين الثالث والرابع عشر الميلاديَّين

المتاحف

  • متحف الخزف الإسلامي بالزمالك: متحف للخزف الإسلامي يقع في قصر الأمير عمرو إبراهيم بجزيرة الزمالك وسط القاهرة عاصمة مصر، تأسَّس عام 1943. يضمُّ المتحف قطعاً أثرية خزفية من مختلف العصور الإسلامية، ففيه قاعة ضخمة للخزف الفاطمي تعد أهم قاعاته، وتحتوي 74 قطعة خزفية من العصر الفاطمي، كما توجد قاعة للخزف تركي الطراز فيها 96 قطعة، وثالثة للخزف الأموي والأيوبي والمملوكي والعثماني فيها 39 قطعة. كما تُعرَض في بهو المتحف قطع خزفية من الشام، وثمة قاعةٌ للخزف الإيراني في الدور العلوي، كما توجد على الجدران قطعتان أندلسيَّتان وبلاطتان تونسيَّتان وسلطانيَّتان عراقيَّتان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق